Monday, October 26, 2009

أتفاق تركي عراقي في بغداد



اربيل / مصطفى قيس

وقع العراق وتركيا العشرات من مذكرات التفاهم يتعلق أهمها بأزمة المياه بين البلدين، على هامش زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إلى العاصمة العراقية بغداد.


‘‘ان البلدين وقعا 48 مذكرة تفاهم تتعلق بالطاقة ونسبة العراق من مياة نهري دجلة والفرات ووالوضع الامني والمجال الاقتصادي بين البلدين،’’ هذا ما ذكره رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر صحفي عقدة مع نظيره التركي الخميس الماضي في بغداد.
ومن جانب اخر امر اردوغان حكومته بزيادة تدفق مياه نهر الفرات الى العراق وسوريا الى 550 مترا ً مكعب في الثانية الواحدة بعد ان كان 440 متر في الثانية وهذا ما نفاه الناطق بأسم الحكومة العراقية علي الدباغ الذي ذكر، ‘‘ان تدفق نهر الفرات لم يتغير ولازال على حاله.’’
ويشتكي العراق وسوريا من ‘‘احتكار’’ تركيا مياه النهرين بعد أن بنت الاخيرة سلسلة سدود كجزء من خطة واسعة لتطوير نظام الري، لكن المسؤولون الاتراك يؤكدون بأن، ‘‘هذة السدود تحمي الموارد المائية في المنطقة من تقلبات المناخ.’’
اما عن الجانب الامني فأعرب اردوغان عن ‘‘تمسك بلاده بمحاربة عناصر حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من شمال العراق قاعدة لشن الهجمات في تركيا.’’ ووضح اردوغان صورة الحزب بانه حركة تهدد الامن التركي والعراقي في آن واحد وباعتباره تنظيم مصنف من ضمن الحركات الارهابية في تركيا واوربا والولايات المتحدة الامريكية.

ودعا المالكي انقرة وعلى لسان الناطق باسم حكومته علي الدباغ، ‘‘يجب احترام سيادة العراق،’’ في الاشارة الى العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية بين تركيا والعراق.
هذا وقد شكلت تركيا والعراق والولايات المتحدة قبل عام لجنة ثلاثية تلتقي مرة كل شهرين لبحث التنسيق الاستخباري ضد حزب العمال المطالب بحقوقة في جنوب شرق تركيا.
ومن ظمن الاتفاقيات المذكورة انفا ً اتفاقية تفاهم حول نقل الغاز الطبيعي العراقي الى اوروبا عبر تركيا، وقال وزير الطاقة التركي ينار يلدز، ‘‘ان بلاده تسعى الى الحصول على مناقصة بناء محطة توليد طاقة كهربائية تعمل بالغاز في العراق،’’ وهو مشروع تقدر كلفته بين 500 و 600 مليون دولار.
واضاف الوزير التركي ان العراق سيبدأ في ضخ امدادات الغاز الطبيعي الى تركيا بمعدل ثمانية مليارات متر مكعب يوميا للتصدير الى اوروبا.
ودعى اردوغان ‘‘إلى مضاعفة حجم التجارة بين البلدين الى أربع مرات لتبلغ 20 مليار دولار سنويا،’’ وتسعى انقره الى ايجاد موقع لها بوصفها ممرا حيويا ورئيسيا لامدادات الطاقة المصدرة من دول المنطقة مثل ايران والعراق وسورية وجنوب القوقاز الى اوروبا.
وتأتي هذه الزيارة بعد توطد العلاقة التركية العراقية وخاصة بعد الحرب الامريكية وسقوط النظام السابق، حيث لعبت تركيا دورا ً مهم في حل الازمة العراقية السورية في الاونة الاخيرة وذلك بعد توتر العلاقة بين البلدين على خلفية تفجيرات الاربعاء الدامي حيث اتهمت بغداد دمشق بضلوعها وراء تلك التفجيرات .

No comments:

Post a Comment