Monday, October 26, 2009

دير مار متي



اربيل/ رنـيـن طاهـر


يعتبر دير مار متى اول دير في العراق، ويعود عمرهُ الى اكثر من 1600سنة، حيث بدات الرهبانية تنتشر في العراق في القرن الرابع الميلادي، بواسطة الرهبان القادمين من شرق اسيا الصغرى (تركيا اليوم)، حيث جاء هؤلاء الرهبان الى العراق بسبب الاضطهاد الذي نزل بهم في بلادهم، فتشتتوا في منطقة دعيت ببيت عرباي والتي تقع غربي مدينة موصل.
وانتشرت الاديرة القديمة للسريان الارثدوكس حول مدينة الموصل، ومن اهم هذه الاماكن جبل مقلوب الذي يبعد 30 كيلومتر شمال شرقي مدينة موصل، حيث يبلغ ارتفاع الجبل 3400 قدم عن مستوى سطح البحر، ويجاوره جبلي بعشيقة وبرطلة، ويعرف هذا الجبل( بجبل الشيخ متى) او (جبل الفاف) بسبب عيش عدد كبير من الرهبان والنساك فيهِ، أثناء إزدهار ونشاطة الحياة الرهبانية في فترة مابين القرن الرابع والثامن الميلادي.
الدير الرئيسي في هذا الجبل دعي باسم (القديس مار متى الناسك) او (مار متى الشيخ).
وكما اوضح ابونا بولص بهنام، الذي تمثلت خدمتهُ في هذا الدير لمدة 48 سنة، "إن مؤسس الدير هو القديس مار متى الذي ولد في قرية ابجرشط شمالي ديار بكر التركية في حوالي الربع الاول من القرن الرابع الميلادي، وعاش اكثر من 100سنة، وبعد وفاة والد القديس مار متى ولحبهِ الحياة النسيكة دخل دير مار سرجيس وباخوس حيث صرف فيه سبع سنين في المطالعة والدراسة."
واضاف الاب ، "ثم انتقل القديس مار متي الى دير زقفين واخيرا خرج يطوف القفار الى ان صادف اربعة رهبان يسكنون بالقرب من عين ماء فاقام معهم. وقد اضطهد الامبراطور يوليانوس الجاحد (361_363) مار متى وعدد من رفاقه امثال مار زكاي ومار ابراهيم ومار دانيال وغيرهم. فتشتتوا الى ان استقر مار متى ومعه مار زكاي ومار ابراهيم في جبل مقلوب وبداوا حياتهم النسيكة من جديد."
واشار الاب بهنام ايضاً، "كما وهب الله القديس مار متى نعمة الشفاء فقد قصده الكثير من المبتلين بمختلف الامراض ونالوا الشفاء حتى انتشر خبره في نينوى فاخذ الناس يتوافدون اليه طلبا في الشفاء واخذ البركة. الاميرة سارة ووالدها الملك سنحاريب ملك الاشوريين كان لهما نصيب الشفاء على يدي هذا القديس، وكان شفائها سبباً تنصر الامير مار بهنام وامه الملكة وجمعا غفيرا من اهل نينوى. بعد تنصر الملك سنحاريب وبرغبة القديس مار متى شرع ببناء الدير لكي يجمع جميع الرهبان الموجودين في الجبل ومن ذلك الوقت بدات الحياة الرهبانية تنمو وتكبر وتزدهر فيه وهو عامر الى يومنا هذا."
وذكر الآب الربان، ادى خضر، 77 سنة، الذي خدم الكنيسة منذ سبعينيات القرن الماضي حتى الان، "لدير مار متى كنيستان تعرف احداهما باسم القديس مار متى وتقع في الجهة الشرقية من الدير وفي هذه الكنيسة يقع مدفن الاباء اوما يعرف بيت القديسين، ويحتوي بيت القديسين على اضرحة سبعة من الاباء الرهبان. واما الكنيسة الثانية تعرف باسم العذراء مريم وهي كنيسة صغيرة تقع في الجهة الشرقية من الدير وفي اعلى كنيسة مار متى."
واكمل الاب ادى حديثهُ، "دير مار متى الذي اسسه مار متى وبناه الملك سنحاريب، تم تعميره ثلاث مرات: الاولى على حساب الدير في سبعينات القرن الماضي والثانية في تسعينيات القرن الماضي على حساب الرئيس العراقي السابق والاخيرة في سنة 2006على حساب السيد (سركيس اغاجان)."
يذكر ان الدير يحتوي حالياً على 73غرفة يسكنوه عدد من الرهبان وطلاب معهد دير الكهنوت، ويزورهُ يوميا اعداد كبيرة من المؤمنين القادمين من العراق و خارجهُ، تيمنا ًوطلباً للشفاء من القديس مار متى."

No comments:

Post a Comment