Wednesday, September 9, 2009

( الملف الشائك ( صحوات العراق






مجالس الاسناد (الصحوات) تشكو الاهمال
الحكومي، وتقابله بالاستمرارفي عملها

بغداد / أيوب حسن

مجاميع تكونت في ظروف أستثنائية، أختلطت فيها الاوراق في بلد يفتقر الى الامن والاستقرار لسنوات متواصلة’، فمنهم من أسماها (صحوة) ومنهم من اسماها (مجالس اسناد)، وأخرون يرونها مجاميع غير شرعية، ورغم تعدد تلك التسميات فالمصير مازال مجهول.
تلك المجاميع التي تشكلت من مواطني عدة مناطق في العراق بعد أحداث عام 2006، وبدأت بعملها كقوة حماية للمناطق التي تتمركز فيها على حد قول افرادها، تواجه اليوم مصيرا مجهولا بعد انتقالها من السلطة الامريكية التي اعانتها على الوقوف وانتقلت إلى سلطة جديدة الا وهي الحكومة العراقية لتقوم بادارة شؤونها بالكامل.
وهنا بدأت قصة المصير المجهول لتلك المجاميع، على حد تصريحات ابرز قياداتها وما يتردد على لسان مقاتليها.
أياد سعيد جاسم، قائد صحوة قاطع شمال بغداد، الذي تحدث عن مصير ما تسمى (بالصحوه) بقوله، "ملف الصحوات ملف شائك وهناك أطراف سياسية تتلاعب فيه." موضحا في قولهِ ان اطرافاً عدة تسعى لتحجيم دور تلك المجاميع، وانهاء عملها من خلال الضغوط التى تجرى على رئيس الوزراء الذي يدعم تلك المجاميع شخصيا.
واضاف سعيد، "طرقت ابواب جميع المسؤولين وصولا الى مكتب رئيس الوزراء لحل مشكلة تغير التعامل مع مجالس الاسناد،" مبينا بقولهِ ان هناك اختلاف واضح في طريقة التعامل من قبل الجانب الحكومي عن الجانب الامريكي في الامور الإدارية والمالية مع مجالس الإسناد.
كذلك تحدث اياد عن عدة فروقات بين الجانبين الامريكي والعراقي من حيث الامورالادارية والمالية، وابرزها ان الجانب الامريكي كان يعطي راتبا لقادة الصحوات يقدر بـ 2000دولار ومبالغ نثرية تقدر بـ 10000 الاف دولار لكل قاطع، واليوم يتسلم قائد الصحوة مبلغ قدره 500الف دينار عراقي من قبل الحكومة، كذلك هو الحال بالنسبة للمقاتلين الذين يعملون معه.
فمنهم من يتعرض للقتل ومنهم من يتعرض للاصابة اثناء واجبه، فلا يجد الدعم الكامل كما كان يجري في السابق، واليوم يشكو المقاتل الاهمال والتاخير في صرف راتبهِ، ويجري كذلك تحويله لاكثر من مهنة اثناء اداء واجبه، فهو يعمل اليوم (مقاتلاً ومنظفا للطرقات وحارسا ليلياً في ان واحد).
أما عن وعود الحكومة العراقية عن مسألة دمج تلك المجاميع بالجيش والشرطة فقال أياد، "هذا الامر حبر على ورق ولم نرى له أي تنفيذ، فلينظر المواطن الى رجل الصحوة فلن يجد فيه أبسط المقومات والتجهيزات والمعدات التي يتمتع بها الجيش حاليا."
وقال اياد "ان اغلب عناصر الصحوة لا يحملون شهادات أعلى من الابتدائية والمتوسطة فلماذا تستخدمهم الحكومة حاليا لأغراض مدنية، أليس من الأصح زجهم في صفوف الجيش والشرطة لخدمة مناطقهم." جاء ذلك القول بعد ما قامت جهات عدة بسحب عدد من مقاتلي الصحوات وتحويلهم إلى موظفي خدمة ومنظفين للطرق والمدارس والدوائر الحكومية، مما دعا قيادات الصحوة بالاسراع بالمطالبة الى زجهم في المؤسسات العسكرية.
كما استمر في توضيحه لقلة الدعم بقولهِ، "ان اكثر الدعم الحالي يأتي من قبل افراد الصحوه انفسهم،" حيث بين اياد ان اكثر السيارات والمعدات التي يسخدمها مقاتليه تجري اعمال الصيانة عليها وصرف المبالغ الخاصة بها من حسابه الخاص.
أما عن استمراره كقائد صحوة واستمرار مقاتليه في العمل فقال، "سنستمر في هذا الامر حتى وان تم قطع الدعم المالي واللوجستي عن افرادنا،" موظحا بقولهِ اننا نقوم بحماية مناطقنا لعدم ثقتنا العالية باداء الجيش والشرطة في الوضع الحالي، في العراق بسبب قلة اعدادهم المتواجده في مناطقنا.
حيث بين الفرق في عدد ما يمتلكه من مقاتلين مقارنة بتواجد عدد افراد الشرطة في احد الأقضية التي يديرها مقاتليه بقوله، "لدي 340 شخص في الشارع ويقابلهم تواجد 190 فرد من الشرطة فكيف لي ان اقوم بسحب عناصر الصحوة وترك زمام الامور."
وختم أياد حديثهُ بالقول، "لسنا عصا بيد الامريكان، كما يتهمنا البعض في العراق، وسنستمر في العمل حتى وان كثفت الحكومة تواجد الجيش والشرطة في المناطق التي نتواجد فيها لاننا الاحق بادارة مناطقنا" مبيناً في قولهِ ان لا يهمل الدور الفاعل لعناصر الجيش والشرطة ولكن يقابله بالقول " لولا عناصر الصحوة لما دخلت القوات المسلحة الحكومية الى عدد كبير من المناطق وسيطرت عليها وتخلصت من العناصر المسلحة التي كانت تعبث بأمن واستقرا البلد."
ملف الصحوات في العراق كسائر الملفات الاخرى له كلام طويل، وارتباطات عديدة، ويستمر عناصره ومجاميعه بالقول إلى اين المصير؟.

No comments:

Post a Comment