Wednesday, September 9, 2009

متحف اربيل الحضاري


مصطفى صباح/ ديلان حسين

يقع متحف اربيل الحضاري بجانب قرية (قالنج آغا)، والتي تحتوي على آثار نفيسة وطبقات من الآثار التي لم يكتشف الا عددٌ قليل منها حتى الان، ومن بين الآثار المكتشفة القلادة الذهبية وهي الأقدم في العالم حيث عثر عليها في ستينات القرن الماضي، والتي لا اثر لها في المتحف. وبنيت القرية قبل 5000 سنة ق.م. وسكنت لحوالي 2000 سنة. واستوحى اسم القرية من السيف الصغير او بيوت النمل الصغيرة او القرية الصغيرة.
وذكرت نهايات عبد الله محمد، مديرة المتحف "لايمكن اعطاء العدد المحدد للقطع الآثرية في المتحف، لان هذا العمل المعتاد في جميع انحاء العالم وكذلك عدم وجود الدراسة الكافية لذلك."
وتمثل الجرارات الصغيرة التي كانت تستخدم بوضع الاطفال المتوفين فيهِ من عمر سنة الى خمسة سنوات قبل ان يدفنوهم، من أهم القطع حيث تعتبر نوع من الاكفان، وقد عثر على هذه الجرارات في قرية (قالج آغا) وهي القطع الآثرية الوحيدة التي تتوافر في متحف اربيل فقط.
ولا يمتلك الموظفون الخبرة الكافية واللازمة في مجال عملهم، حيث لم يتلقوا التدريب الكافي، وحتى "انا لا استطيع ان اشرح بعض الاشياء لان الوظيفة الاساسية لي هي ادارة المتحف."
وقالت خناو محمد، 27 سنة، موظفة في المتحف، بان "الغرض الوحيد من المتحف هو عرض القطع الآثرية." وتمثل قطع التماثيل العائدة الى آلهة الحضر من اهم قطع المتحف نظراً لحجمها الكبير والتي ممكن ان تشاهد بتفاصيلها الدقيقة، حسب رأي اغلبية الموظفين.
وأضافت خناو، بان أغلبية الموظفين والموظفات قد تخرجوا من كلية الآداب قسم الآثار او التأريخ. وعدد الموظفين الذين يعملون في المتحف 12 موظف، منهم 9 نساء و3 رجال.
وقد تعرض المتحف لعمليتي سرقة، حيث تمت السرقة الاولى في العام 2004 والثانية 2007 . وياتي حوالي 2000 زائر سنوياً الى هذا المتحف.
ذكر دلشاد عزيز، استاذ جامعي في كلية الآداب قسم الآثار، بان لقسم الآثار علاقة مباشرة مع المتحف، حيث يزور طلابنا المتحف لغرض آخذ الدروس العملية والتعرف على القطع الآثرية، وهنالك اربعة طرق للتعرف على العصر الذي تعود اليهِ القطعة الآثرية: الطريقة الاولى إذا كان هنالك كتابة على القطعة فبإمكاننا قراءة الخط البابلي والاشوري والسومري وكلها تعود الى الكتابة المسمارية، وكذلك الخط الآرامي والسيراني التي تعود الى الكتابة الآرامية فنعرف نوع الكتابة ونحدد العصر. أما الطريقة الثانية فهي بواسطة النقش الموجود على القطعة. والطريقة الثالثة المتمثلة بعدد الطبقات الآثارية. اما الطريقة الرابعة والاخيرة فهي بواسطة استخدام الاجهزة الحديثة والتي لا تتوافر في العراق.
وآضاف بأن "المتحف مهم لأي آمة، لغرض ان يتعرف المواطنون على حضارة بلدهم ويفكرون في ما وصلوا اليهِ وما سينتجونهُ في المستقبل، بالآضافة الى ان المتاحف تشجع الحركة السياحية مما ينعكس على واردات البلد الإقتصادية."
وقد افتتح متحف اربيل الحضاري في العام 1989، في منطقة الإسكان على طريق كركوك.
حيث يحتوي المتحف على ثلاث قاعات تعود كل منها الى ازمان مختلفة، فالقاعة الاولى تمثل العصر الحجري، اما الثانية فتعود إلى حضارات بلاد مابين النهرين، (العصر الآشوري والبابلي والسومري والحضارة العربية قبل الاسلام مثل مدينة الحضر)، أما القاعة الثالثة فتعود الى العصر الاسلامي وبصورة خاصة العصر العباسي.
وتبلغ القطع الآثارية التي توجد في المتحف حوالي 3500 قطعة بمختلف الاشكال والاحجام. وتمثل اقدم القطع الآثرية مجموعة من الاحجار التي تعود الى العصر المستيري، 45 - 60 الف سنة ق.م.

No comments:

Post a Comment